رقم الدرس: 2
المستوى: السنة أولى بكالوريا علوم تجريبية
تقديم إشكالي:
نتج عن تطور الرأسمالية بأوربا خلال القرن 19م ظهور حركة إمبريالية كانت تسعى إلى البحث عن مستعمرات لتصريف فائض الإنتاج، مما تسبب في ظهور التنافس الإمبريالي الذي توج باندلاع الحرب العالمية الأولى.
- فما مظاهر التنافس الإمبريالي خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م؟
- وما الأساليب والوسائل المستخدمة في اطار هذا التنافس الاستعماري؟
- وما الأزمات الدولية التي نتجت عن هذا التنافس الاستعماري والممهدة للحرب العالمية الأولى؟
І – مظاهر التنافس الإمبريالي بين الدول الأوربية خلال القرن 19م:
1 – تنافست الدول الإمبريالية على مناطق حيوية:
اشتد التنافس الاستعماري بين عدة قوى إمبريالية، أهمها: فرنسا، إنجلترا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، روسيا …، على المناطق الحيوية والإستراتيجية، مثل: شبه جزيرة البلقان، تونس، الكونغو، مصر، المغرب …، وقد ساهم في ظهور التنافس الإمبريالي عدة دوافع اقتصادية، أهمها: الرغبة في جلب المواد الخام، وتصريف فائضي السكان والإنتاج، وقد تخلل التنافس الإمبريالي عدة محطات تاريخية مهمة، منها: مؤتمرات برلين الأول والثاني، ومؤتمر مدريد، وأزمة الفاشودا، والأزمتين المغربيتين، والأزمتين البلقانيتين.
2 – استخدمت الدول الاستعمارية عدة أساليب ووسائل في اطار التنافس الإمبريالي:
من أجل بلوغ الأهداف التوسعية، قامت الدول الأوربية بعقد تحالفات عسكرية وعقد اتفاقات سياسية:
- التحالف الثلاثي 1873م: انعقد بين أباطرة ألمانيا وروسيا والنمسا / هنغاريا، كان يهدف إلى عزل فرنسا والتخفيف من التنافس النمساوي الروسي حول ممتلكات الإمبراطورية العثمانية.
- التحالف السري بين النمسا وألمانيا 1879م: كان يهدف إلى حماية أمن ألمانيا من أي هجوم فرنسي محتمل.
- التحالف الثلاثي بين ألمانيا وإيطاليا والنمسا / هنغاريا 1882م: تعهد فيه كل طرف بتقديم الدعم للطرفين الآخرين إذا تمت مهاجمتهما.
- التحالف الفرنسي الروسي سنة 1892م: يهدف إلى حماية أمن البلدين ضد أي اعتداء محتمل من طرف أعضاء التحالف الثلاثي.
- الوفاق الثلاثي (فرنسا وروسيا وإبريطانيا) سنة 1907م: يهدف إلى حماية حدود البلدان من أي هجوم.
- الاتفاق الفرنسي الإيطالي 1902م: من أجل تسوية الخلاف بينهما حول المغرب وليبيا.
- الاتفاق الودي 1904م: تنازلت فرنسا عن مصر لصالح انجلترا وفي المقابل تخلت هذه الأخيرة عن المغرب لصالح فرنسا.
- الاتفاق الفرنسي الألماني 1911م: تنازلت فيه فرنسا عن جزء من الكونغو لصالح ألمانيا مقابل تنازل هذه الأخيرة عن المغرب لصالح.
كما استخدمت الدول الأوربية كذلك وسائل أخرى في اطار التنافس الإمبريالي، أهمها:
- تركيز المصالح الأوربية في المستعمرات: عن طريق مدها بخطوط السكك الحديدية والطرق الملاحية وتطوير الفلاحة وتوقيع المعاهدات التجارية السياسية معها، كما استعملت أحيانا الضغوط العسكرية.
- السباق نحو التسلح: تسابقت هذه الدول نحو التسلح من خلال الزيادة في عدد جنودها وتطوير أسلحتها ورفع حجم نفقاتها العسكرية استعدادا للمواجهة.
II – الوسائل التي لجأت اليها الدول الإمبريالية لتسوية الخلاف حول مناطق النفوذ:
لجأت الدول الأوربية الإمبريالية لتسوية خلافاتها حول مناطق النفود إلى عقد مجموعة من المؤتمرات، وهي:
- مؤتمر برلين الأول 1878م: حضرته فرنسا وانجلترا وألمانيا والنمسا والإمبراطورية العثمانية، تناول موضوع إدخال تعديلات على معاهدة «سان ستيفانو» بين روسيا والإمبراطورية العثمانية، لكن الموضوع الخفي هو اقتطاع أجزاء من الإمبراطورية العثمانية لصالح النمسا وروسيا.
- مؤتمر مدريد 1880م: حضرته معظم الدول الأوربية بالإضافة إلى المغرب، انعقد من أجل النظر في مشكل الحماية الفردية، لكنه ساهم في تعزيزها وإعطاء حق الملكية للأجانب.
- مؤتمر برلين الثاني 1884 / 1885م: حضرته عدة دول أوربية من أجل تسوية الخلاف بينها حول مناطق النفوذ في إفريقيا، وانتهى بتقسيم القارة الإفريقية إلى مناطق على الدول الأوربية، والاتفاق على تنظيم الملاحة في حوض الكونغو.
- مؤتمر الجزيرة الخضراء 1906م: حضرته 12 دولة أوربية بالإضافة إلى والولايات المتحدة الأمريكية والبلد المعني المغرب، كان يهدف إلى تسوية الخلاف بين الدول الأوربية حول المغرب وكيفية التعامل معه، ومن مقرراته: حرية الصحافة بالمغرب، وإنشاء بنك مخزني، وتكليف فرنسا وإسبانيا بتشكيل شرطة بالموانئ المغربية.
III – الأزمات الدولية التي نتجت عن التنافس الاستعماري وأدت إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى:
1 – اندلعت عدة ازمات بسبب التنافس الاستعماري:
- الأزمة المغربية الأولى 1905م: قام إمبراطور ألمانيا «ڭيوم الثاني» بزيارة للمغرب أكد فيها معارضة ألمانيا للمشروع الفرنسي بالمغرب، فانعقد مؤتمر الجزيرة الخضراء الذي منح لفرنسا امتيازات بالمغرب.
- الأزمة المغربية الثانية 1911م: أرسلت الحكومة الألمانية سفينة حربية إلى أڭادير احتجاجا على التدخل العسكري الفرنسي بفاس، فحدثت أزمة بين البلدين انتهت بمنح فرنسا لألمانيا جزأ من الكونڭو.
- الأزمة البلقانية الأولى 1908م: أقدمت النمسا على ضم إقليم البوسنة والهرسيك، فأثار ذلك غضب صربيا التي كانت ترغب في انشاء الوحدة اليوغوسلافية بضمها له.
- الأزمة البلقانية الثانية 1913م: ارتبطت بالنزعة القومية ضد تركيا بدعم من روسيا، كما ظهرت خلافات بين صربيا وبلغاريا حول غنائم حرب البلقان، وفي خضم هذه الأزمة تشكلت العصبة البلقانية، وحلف دفاعي بين صربيا واليونان ضد بلغاريا.
- الاحتلال الإيطالي لليبيا 1911م: قررت إيطاليا احتلال ليبيا خوفا من الأطماع الألمانية في ساحل إفريقيا الشمالي، وقد تم لها ذلك سنة 1911م.
2 – ساهم اغتيال ولي عهد النمسا في اندلاع الحرب العالمية الأولى:
قام ولي عهد النمسا «فرانسوا فرديناند» بزيارة إلى سرايفو عاصمة البوسنة، وأقدم طالب صربي على اغتياله يوم 28 يونيو 1914م، وقد طالبت النمسا من صربيا بعد الاغتيال بفتح تحقيق قضائي حول الحادث، ومنع المنشورات التي تحرض على كراهية النمسا، وعزل الضباط و الموظفين المتورطين في الدعاية ضد النمسا …، لكن صربيا رفضت تحقيق مطالب النمسا، فأعلنت هذه الأخيرة الحرب على صربيا في يوليوز 1914م، فسارعت باقي الدول الأعضاء في الوفاق الثلاثي إلى إعلان الحرب ضد الدول الأعضاء في التحالف الثلاثي، مما أدى إلى اندلاع الحرب العالمية الأولى بتاريخ 28 يوليوز 1914م.
خاتمة:
اكتسي التنافس الإمبريالي أهمية كبرى خلال القرن 19م ومطلع القرن 20م، إذ يعتبر حلقة وصل بين التحولات المعززة للنظام الرأسمالي والأزمات المؤدية لاندلاع الحرب العالمية الأولى التي ستعقبها تغيرات كبرى
خطاطة للدرس
0 Comments:
إرسال تعليق